كيف يجعلُنا الإعلام أغبياء؟ إليك 8 أشياء مهمة تشرح ذلك

من المفترض أن يقوم الإعلام بدور نشر التوعية والمعرفة، فالمعلومة هي أول مدخلات العملية الفكرية والتي يتم بناءً عليها الوصول للنتائج والقرارات. لكن ماذا يفعل الإعلام في أغلب الأوقات ..

كيف يجعلُنا الإعلام أغبياء؟

وإليكم أهم الطرق التي يجعلُنا الإعلام بها أغبياء .. ولكن قبل ذلك سنعرض لكم قصة منتشرة في الكثير من المصفحات منسوبة "لأينشتاين" حول كيفية غسيل أدمغة الشعوب.. 

تقول القصة أن هناك مجموعة من العلماء و ضعوا 5 قرود في قفص واحد و في وسط القفص يوجد سلم و في أعلى السلم هناك بعض الموز، في كل مرة يطلع أحد القرود لأخذ الموز يرش العلماء باقي القرود بالماء البارد.

بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يطلع لأخذ الموز, يقوم الباقين بمنعه و ضربه حتى لا يرشون بالماء البارد، وبعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات خوفا من الضرب، بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة و يضعوا مكانه قرد جديد.

فأول شيء يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز ولكن فورا الأربعة الباقين يضربونه و يجبرونه على النزول..
بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب، قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد و حل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب و هو لا يدري لماذا يضرب.
و هكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء بارد أبدا، و مع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب.

لو فرضنا .. و سألنا القرود لماذا يضربون القرد الذي يصعد السلم؟ أكيد سيكون الجواب: لا ندري ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا هكذا عملياً هذا ما نطبقه نحن في أعمالنا وحياتنا اليومية نبقى في الروتين خوفاً من التغيير !!

1- التضليل الإعلامي

نشر المعلومات الخاطئة أو الناقصة يؤدي إلى تشويه في العملية الفكرية، فيصل الفرد إلى نتائج خاطئة إما أن يظل ضحية التصور الخاطئ طوال الوقت أو يصل لمعلومات متضاربة فيصل به إلى حالة من التشوش بين المعلومات. ومع وجود فشل في فهم الواقع وإدراكه يلجأ كثير من الناس إلى الإيمان بالأفكار الخاطئة بدلًا من البحث وإرهاق الذهن بين معلومات متضاربة.

وكما يقول محمد الرطيان "كثير من الناس لا يبحثون عن الحقيقة قدر بحثهم عن "الكذبة" التي تسعدهم وتشعرهم بالرضا".

2- القوالب الجاهزة

في أحيان كثيرة يقدم الإعلام قوالبَ جاهزةً عن رجل الدين أو البطل أو اللِّص أو فتاة الليل وغيرهم، يخلق النموذج ويقدمه للجمهور بشكل يحتمل التعميم فيتلقى الفرد القالب ويتصرف وفقه، دون محاولة تحليل أو تجزئة. فنجد على سبيل المثال انتشارًا لفكرة أن الملتحين إرهابيون وأن الاشتراكيين ملحدون وما إلى ذلك.

3- خلق تصورات عن السعادة والنجاح

وذلك من خلال الإنتاج الدرامي والسينمائي، يتم تقديم نماذج عن الأشخاص الناجحين في الحياة، تفاصيل حياتهم اليومية ومستواهم المادي، تصورات عن الحب أو العلاقة بين الزوجين. هذه التصورات تنتقل لعقل المتلقي ليتم التعامل معها باعتبارها النموذج الغائي دون اعتبار لمعطيات الواقع أو قدرات الفرد الشخصية.

اقرأ أيضا:

فيسبوك ليس أمينًا .. ما الذي يعرفهُ عنك فايسبوك بالضبط؟


4- لا وقت للتفكير

دائمًا هناك عدو خلف الستار يعمل على هزيمتك، أنت رائع بما فيه الكفاية لتهدد من حولك، ولا تقع في أي أخطاء. فقط احذر أعداءك. هذا التصور الجاهز الذي يتم تقديمه طوال الوقت في الإعلام ليؤكد على أن نقد الذات من غير الضروريات. فتجد الجمهور يتناقله بصورته العامة ويطبقه في حياته اليومية، وفي أدق تفاصيل يومهم.. هناك مدير متربص أو زميل يتلاعب بك. لا داعي لتحليل الموقف والبحث عن الأسباب الحقيقية. فقط تصرف وفق هذا التصور.

5- الأصدقاء لا يخطئون والأعداء لا يفعلون صوابًا أبدًا

يقدم الإعلام تصورات متطرفة طوال الوقت، فالبشر إما أصدقاء أو أعداء.. والشخصيات إما عظيمة أو فاشلة، وطنية أو عميلة.. لا وقت للتدقيق والتحليل الهادئ المتأني. فالحياة كذلك أبيض وأسود لا تُضِع وقتك في البحث عن ألوان وسيطة.!

اقرأ أيضا:

طالب روسي يخترع فأرة "صندل " .. للذين ليس لديهم يدين !


6- مواقع التواصل الاجتماعي وخلق النسخ المكررة

تحدث حادثة ويتم تناقلها بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تتشابه التعليقات وردود الأفعال فتشعر في النهاية أن هناك شخصًا واحدًا تم تكراره بأكثر من صورة. حاول أن تتذكر قليلًا، كم موقف مرَّ وشعرت أن رد الفعل تحول إلى "موضة" الكل يتبناها ويؤيدها دون تحقيق أو تأكد من صحة الحادثة أو الخبر؟ يمر قليل من الوقت لتختفي كل ردود الأفعال حتى يحين موعد ظهور حادث جديد.

هذا ما يحدث طوال الوقت يتحول كل رواد المواقع إلى نسخ مكررة من نفس الشخص، تحولهم القضية أو الحادثة إلى وجوه مكررة كل منهم يرى في نفسه التفرد والتميز.

التعليقات الساخرة، الدعوات، حملات موجهة ضد شخصية عامة أو مسئول كبير. بشكل أو بآخر نتحول بمرور الوقت إلى نفس الشخص في استقبال المعلومة والتعامل معها بل والشعور بها.

7- هدم "التابوهات" يتم لبناء أخرى

التمرد والتحرر هو أهم ما يميز مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فالقديم لم يعد ذا أهمية بالنسبة لهم، والجديد محل شكوك طوال الوقت، أمر جيد  ومُنافٍ تمامًا لمفهوم الغباء ولكن في الواقع الصورة لا تنتهي إلى هذا الحد، فالهدم يأتي خطوة أولى لبناء مقدسات جديدة ومشاهير جدد وتمجيد من نوع آخر يتحرك فيه الرواد كالقطيع للدفاع عن أفكارهم ورموزهم بشكل لا إرادي.

8- العالم الافتراضي بديلًا عن العالم الواقعي

شغلت التكنولوجيا الحديثة والإنترنت حياة الناس بشكل متفاقم بمرور الوقت، فتحولت التكنولوجيا بدلًا من وسيلة لمساعدة الناس في تسهيل حياتهم إلى الحياة ذاتها.

الكل عاكف على مشاركة حياته من خلالها وتكوين التصورات والقرارات وفق الحياة عبر العالم الافتراضي، الصداقات وعلاقات الحب والزواج كلها تتم من خلال هذا العالم الافتراضي. فيتحول العالم الواقعي إلى مرحلة مؤقتة لا يهتم الفرد باكتشافها أو تحليلها وتعميق نظرته لها. ونجد ردود الأفعال التي تتسم بالبلاهة واللامبالاة والانعزال هي السمة الأبرز.

المصادر : ساسة بوست / عالم تعلم / time