10 نصائح كي تكون تعيساً !!

قد يدرك بعض أسباب التعاسة. فانعدام الثقة بالنفس والتقدير الذاتي يحدو بعضهم للشعور بعدم استحقاق السعادة، كذلك تتسبب تجارب التربية السيئة في الماضي والصدمات المؤلمة في توليد إحساس بالتعاسة.

10 نصائح كي تكون تعيساً

فيما يخاف آخرون من أن يشعروا بالسعادة خوفًا من الإحساس بخيبة الأمل. أو يجلدون أنفسهم نتيجة قرارات سيئة في الماضي يعاقبون أنفسهم عليها في الحاضر وربما المستقبل.. وسنعرض لك بعض النصائح لتكون تعيسا .. في الواقع ما الذي يجعلُك تعيساً ؟ وأين مفتاح السعادة ؟.. 

1- حمِّل نفسك فشل الكون

ابحث عن قضية كبرى، وحمّل نفسك وحدك مسؤولية احتلال إسرائيل فلسطين، واحتلال أمريكا العراق و أفغانستان، و إثارة إيران الفتنة في العالم الإسلامي، و ضعف نظامي القضاء والتربية والتعليم في العالم العربي، وافتقاد شبكة الصرف الصحي في حيّك، وقريبك الذي لم يلبِّ عزيمتك الوحيدة قبل ثلاث سنوات، وخروج الشغالة لرمي الزبالة للفت أنظار السائق..، المهم حمّل هذه النفس المسكينة كل فشل في الكون، و إياك أن ترحمها فهي لا تستحق.. و يفضل أن تجلدها جلداً غير مبرح بين حين و آخر. 

2- عد نفسك بأحلام وردية

فاختر زوجة تدّعي أنها جميلة.. نقاقة لا تعرف في الدنيا إلا أمك و إخوتك.. صوتها كصوت الرعد.. تكره إعداد الطعام إلا لأهلها.. توصيل منزلي رايح.. توصيل منزلي جاي.. إنفاقك الهائل على الزينة لا يستمتع به إلا من حضر عرس بنت عمها أو خالها من أجل إذلالهم.

عدي نفسك أيتها أيتها الذكية الأنيقة، فاحلمي بعلاء الدين وفانوسه السحري، أو الشجاع عنترة صاحب العضلات المفتولة الذي لا يحبك فحسب، بل يحب الديار التي سكنها جدك الرابع عشر، فتتزوجين من رجل متوسط العقل متوسط المال متوسط الوسامة، ثم انقلب اللطيف بعدما قضى وطره إلى وحش كاسر.. عليك وعلى أبنائك فحسب، في حين أن الثرثرة الطويلة والابتسامة العريضة والكرم الحاتمي والغزل غير العفيف يذهب خارج المنزل، وفجأة فجأة بدأ ذلك المتوسط يرفع معايير الجمال والأخلاق والذوق، بعدما أخذت عيناه تتسول مذيعات إكليل الغار في قناة" أن تعرف أكثر"، ثم تنزوين في ركن في المنزل تندبين حظك العاثر وتقولين بالفم المليان.."رضينا بالهم والهم ما رضي فينا". 

3- أكثر من القروض!

قرضاً من البنك التقليدي "الذبح على الطريقة غير الإسلامية"، أو من البنك الإسلامي "الذبح على الطريقة الإسلامية"، وقرضاً آخر من شركة تقسيط "القصاب"، وقرض حسن من صديقك تدفعه فقط يوم القيامة، وقسم تلك المبالغ إلى ثلاثة أجزاء.. الجزء الأول غير أثاث المنزل، والجزء الثاني سدد به ديونا سابقة، والجزء الثالث قسمه إلى قسمين: القسم الأول خذه إلى سوق الأسهم من خلال وسيط "نصاب"، ثم يعدك ويمنيك، "وما يعدهم الشيطان إلا غرورا"، أو مؤسسة توظيف أموال (تلبيس طواقي) خارج القانون والشريعة ! و سيحلف لك يميناً مغلظاً بأن المائة ريال ستصبح ألف دولار، وعندها تكون قد سددت كافة القروض التي عليك، و ستعيش بقية حياتك في سبات ونبات وتخلف "صبيان وبنات".. والقسم الثاني: ابسط روحك يا عم.

4- استهدف غنياً أو موظفاً كبيراً نافذاً

و إلزمه ليلاً ونهاراً، وقدم له كل ما تستطيع.. بالغ في مدحه في كل مجلس و سوّقه ثم انتظر.. وانتظر.. وانتظر.. لعله يقدر تضحياتك وحاجتك، و ستصاب بعد برهة بخيبة أمل كبيرة، وقد غاب عنك أنه لم يصل القمة إلا على أحلام السفهاء من أمثالك، ثم تعود تشتمه بعنف في كل مجلس و سوق. 

5- توهم القوة

عبر جلسة خاصة تتناول فيها ما لذ وطاب، فتقعد على الأرض، ثم تحلق في السماء كالطَّير يداعبُك نسيم الصباح، ثم تسقط فجأة على الأرض، والسبب بطلان مفعول الجرعة، أو دخول رجل الهيئة.. أو يمكنك .. يمكنك .. أن تغادر إلى عالم آخر بعيداً بعيداً عن أرضك، وتفترض نهاية الماضي "التاريخ"، كما عبر عنه الفيلسوف الأمريكي الياباني الأصل فيكو هاما صاحب كتاب نهاية التاريخ، و"اللي فات مات"، فتبدأ حياة جديدة سعيدة و سعيدة، ثم بعد أسبوعين تسقط على الأرض بسبب بطلان فاعلية بطاقة الصراف الآلي، فانقلب النظام من سريع إلى ميت، فتركب الطائرة قافلاً، لا سالماً ولا غانماً.

6- اطرح أفكاراً قيّمة وقدم مقترحات خلاقة

وفرصاً استثمارية واعدة، و اذهب بها إلى من تحسن الظن فيه، ليقابلك بصدر رحب، فتعود إلى المنزل مبتهجاً مسروراً، و تنام ليلتها تحلم بالسمن و العسل، و تكتشف في الصباح الباكر بعد شهر أن الفرصة استغلت، أبشع استغلال.

7- فكِّر بعمق و شفافية

لماذا حدث كل هذا معك؟ ثم اخرج بنتيجة قطعية غير قابلة للنقاش أنك الأفضل و الأذكى و الأحلى، ولكن الناس لم يفهموك.

8- اسعَ خلف السعادة!

تحدث "راندي باترسون"، عالم النفس بفانكوفر، في كتابه "كيف تكون تعيسًا : 40 استراتيجية تستخدمها بالفعل" عن الهوس العالمي بالسعادة، والتركيز على الأمور السيئة. فيقول "يبدو أن السعي نحو السعادة أمر شاق، فنحن نسبح عكس التيار، وهو ما يمكن أن نقوله أن السعادة في مثل هذه الظروف أمر غير طبيعي".

لذا يقول باترسون إن أمكننا أن نحسن بؤسنا عن طريق اكتشاف السلوكيات المؤذية، والأنماط والعادات الشخصية السلبية، فيمكننا حينئذ أن نحدد أي من السلوكيات الجيدة يتعين علينا أن نطورها.

9- اكبح المشاعر السلبية

نعيش في حضارة تقول لك إن السعادة والتفاؤل والإيجابية هي المشاعر التي يجب أن تشعر بها على الدوام. فعلينا أن نبذل المزيد، ونتغير كي نوائم الثقافة السائدة والبيئة المعتادة حتى نشعر بالسعادة. وهو ما يؤدي في الحقيقة لمزيد من الشعور بخيبة الأمل وجلد الذات.

تقول "توري رودريجيز"، الكاتبة وطبيبة النفس السريرية في أتلانتا، إنه يجب على الإنسان أن يعترف بمشاعره كافة، وألا يخجل من تجاربه المؤلمة. والذي تعزوه توري إلى أنه نتاج للثقافة المتعصبة للإيجابية، والتي تعتبر المشاعر السلبية أمر غير مرغوب فيه ويجب كبحه، إلا أن ذلك يمكن أن يتسبب في زيادة التعاسة وقلة الرضا، لا العكس.

10- أحب التعاسة !!

بعض الناس يسعدون عندما يشعرون بالتعاسة. فعند مشاهدة أفلام الرعب على سبيل المثال، يشعر المشاهدون بخليط من المشاعر المتناقضة ما بين السعادة والتعاسة.

فمع أنهم يشعرون بالخوف والتهديد والتعرض للخطر عندما يشاهدون هذه الأفلام؛ إلا أنهم يستمتعون بالإحساس بالخوف، مثلما يستمتعون بالشعور بزواله.

وهو ما تقترحه دراسة علمية وتفسره بأنه يمكن أن يوضح لنا لمَ ينجذب البعض لممارسة الرياضات الخطرة، أو الأنشطة التي تنطوي على مستوى عالٍ من الرعب أو الاشمئزاز.

يقول إيريك هوفر في كتابه المؤمن الصادق ترجمة د.غازي القصيبي -رحمه الله-: "يكمن فينا جميعاً البحث خارج أنفسنا عن العوامل التي تصوغ حياتنا، عادة في أذهاننا يرتبط النجاح أو الفشل بما يدور حولنا. و هكذا ترى أن الأشخاص الراضين عن أنفسهم يعدّون هذا العالم طيباً ويحاولون المحافظة عليه، بينما المحبطون يفضلون التغيير الجذري."


المصادر: كتاب قوانين الحياة.. إياك أن تكسرها / scientificamerican / sciencedaily / sasapost