ما حقيقة "الزمن" .. هل هو مجرد وهم ؟ وهل يمكننا "السفر عبر الزمن" فعليا ؟

"الزمن هو مجرد وهم، حتى لو كان هذا الوهم متكررًا" هكذا قال أينشتاين وهو ينظر إلى الساعة التي ظل يمر من أمامها أعوامًا في طريقه إلى العمل، الساعة الأشهر في مدينة برن في سويسرا، لقد عرف أينشتاين في ذلك الوقت أنه ليس هناك وقت ...

هل يمكننا "السفر عبر الزمن" فعليا

أينشتاين والنسبية

عبقرية أينشتاين الفذة والفريدة من نوعها جعلت عقلة يفكر بطريقة غريبة ،رُبَّما أيضا حوادث السكك الحديدة التى كانت تنتشر مثل النار في الهشيم وكان العامل المشترك في كل الحوادث هو الوقت، نعم الوقت ومن غيره ،فلم تكن هذه الساعة التي تم ذكرها في الأعلى دقيقة بالنسبة لأينشتاين ،فقد كانت مختلفة مع ساعة أخرى في زيورخ بعيدة مسافة 75ميل لمدة أربع دقائق، وكانت هذه معضلة بالنسبة للسكك الحديدية فكان كل قطار يخرج حسب توقيت مدينته وسرعان ما تحدث الاصطدامات بين القطارات بسبب اختلاف الوقت بطريقه ملفتة للنظر، كانت هذه الحوادث والتوقيتات المختلفة ليست مجرد كلمات إنما هي إلهام وكانت هذه بداية حقيقة الوقت التي لم يفهمها الكثير حتى الآن.

خرجت من عقل أينشتاين بعض الأفكار والنظريات التى كان يؤمن بها في قرارة نفسه ولكن لا أحد يصدقها وقد ترجم هذه الأفكار إلى 5 ورقات وضع فيهم لمساته الأخيرة من نظرية النسبية.

كان مضمون هذه النظرية بعض النقاط .. منها أن الوقت مجرد وهم وأنه ليس منتظم وأن الوقت يتغير اعتمادًا على السرعة .. جعلت هذه الكلمات الأب الروحى للفيزياء إسحاق نيوتن فى مهب الريح، إسحاق نيوتن كان يتربع على عرش العلماء ونظرياته ظلت تسكن رؤوس العلماء لمدة 200 سنة ولكن حان الوقت لظهور فكر جديد غير تفكير العالم عن "الزمن"، كانت مقولة إسحاق نيوتن الأشهر "أن الوقت يمر بالطريقة ذاتها للجميع في كل مكان في الكون" وكان دائمًا يقول "أن الوقت مثل نهر تجري فيه المياه بنفس السرعة سواء كانت في أول النهر أو آخره"، يمر الوقت وليس لدينا شئ يمكننا فعله حيال ذلك، ولكن أينشتاين محى كل هذه المفاهيم بوضعه نظرية النسبية.

نحن نعيش فى عالم محكومون بدقات الساعة محكومون بسجن الوقت من أصغر الخلايا إلى المجرات والكواكب كل هذا يخضع لإيقاع من الزمن الثابت والدائم، ونعرف أن الوقت أبدي وكوني ولا يتجمد أو يقف في مكانه ولكن كيف نكون متأكدين من صحة هذه المعلومات .. 

ما هو الزمن؟

ما هو الزمن؟

الزمن بعد فيزيائي رابع للمكان حسب نظرية النسبية الخاصة، لكنه لا يعدو كونه وسيلة لتحديد ترتيب الأحداث بالنسبة لمعظم الناس.

ربما يكون مصطلح الزمن الأعصى على التعريف، فالزمن أمر نحس به أو نقيسه أو نقوم بتخمينه، وهو يختلف باختلاف وجهة النظر التي ننظر بها بحيث يمكننا الحديث عن زمن نفسي أو زمن فيزيائي أو زمن تخيلي، لذلك تقريبًا لا يوجد أي جانب من الوقت مفهوم بشكل كامل.

إحدى طرق فهم الوقت هو قياسه باستخدام الساعة، وأصبحنا الآن نقيس الوقت بدقه أكثر من أي وقت مضى، فالساعة الأولى في التاريخ كانت تدق مرة واحدة فقط فى اليوم، ولكن الآن فى المعهد الوطنى للمعايير والتكنولوجيا في كولورادو يقيسون الوقت بدقة معدن نادر يسمى "السيزيوم" والتردد الذي تدق به ذرة السيزيوم هو المعيار المعتمد لقياس الوقت في العالم، وعندما تمتلئ هذه الذرة بالطاقه تهتز لتعطي نبضات ضوئية عددها يفوق ال 9 مليار في الثانية وهي تدق بمعدل 9,192,631,770 مرة في الثانية.

وتلك الساعة تنحرف ثانية واحدة لكل مئة مليون سنة، ولكن نحن دائمًا نبحث عن أشياء تكرر نفسها ومن هذا التكرر تتكون ساعة وهكذا أصبح الوقت أية عملية تكرر نفسها، ومن قياس حركة دوران الأرض من الساعة الشمسية،قسمنا اليوم إلى ساعات، ومن خلال دقات النواس قسمنا الساعة إلى دقائق وثواني، والأرض تدور حول نفسها كل يوم دورة واحدة ومن خلال هذه الدورة حددنا اليوم وحددنا السنة أيضًا من دوران الأرض حول الشمس.

لكن الساعة ليست الوقت، الساعة هي مجرد وسيلة لتقول كم الوقت لكي تعرفنا أين نحن في اليوم، ولكن لا تقول ما هو الوقت، اليوم ليس زمن أو وقت فاليوم هو دورة الأرض حول نفسها، السنة ليست وقت أو زمن، السنة هي دوران الأرض حول الشمس دورة واحدة، ويقول العلماء أن الوقت أو الزمن من صنع الانسان وهى معتقدات فقط، مجرد وهم وأن الوقت موجود بسبب أن الاشياء تتكرر فقط وهذا ما يفسره أينشتاين في نظريتة النسبية.

نظرية النسبية

قال أيشتاين أن الوقت ليس منتظم ولا ينطلق في اتجاه واحد فقط وأنه متكرر وقال أينشتاين أن الوقت يتغير اعتمادًا على السرعة، الوقت يمر بمعدلات مختلفة فالوقت بالنسبة لي قد لا يكون نفسه بالنسبة لك، وأينشتاين أول من اكتشف العلاقة القوية بين الزمان والمكان ومثال على ذلك: إذا اتجهت 100 كم نحو الشمال بسياراتك ثم اتجهت إلى الشمال الغربى بنفس السرعة، سوف تلاحظ أنك لا تحرز نفس التقدم عندما كنت في اتجاه الشمال،وأدرك أينشتاين أن الزمن والمكان متصلين بنفس طريقة الشمال والغرب، وبهذا يكون أينشتاين قد أطاح بفكرة نيوتن أن الوقت واحد بالنسبة للجميع.

علاقة المكان بالزمان 

علاقة المكان بالزمان

كان هذا إدراك أينشتاين الرئيسي الذي غير طريق العلم إلى الأفضل، أن الحركة عبر المكان تؤثر على مرور الوقت، الوقت نفسه يمر على نحو أبطأ بالنسبة للإنسان الذى يتحرك، وهذا هو المدهش الذى لم يتخيله أحد قبل أينشتاين، لماذا لا نرى هذا أبدًا في حياتنا الحقيقية ؟

بسبب الحركة البطيئة والضئيلة التى نتحرك بها على الأرض سوف يكون تأثير الحركة على الوقت ضئيل جدا لدرجة أننا لا نختبره، ولكنه حقيقي ويمكن قياسه بالفعل وللقيام بذلك قام العلماء بتجربة عام 1971 عندما قاموا بالتحليق بطائرة نفاثة حول العالم ومعهم ساعة ذرية ثم قامو بمقارنتها بواحدة على الأرض، وكانت النتائج كما تنبئها أينشتاين أن الساعتان لم تتفقان واختلفتا بمعدل مئات من المليار من الثانية ولكن هذا كان دليل كافي على حقيقة تأثير الحركة على مرور الزمن.

ومع اكتشاف هذا الرابط الهائل بين المكان والزمان قال أينشتاين أنه لا يجب التفكير في كل واحد على حدى بدل من ذلك مزجهم أينشتاين وصهرهم لكي يخرج إلى العالم ما يسمى الزمكان وهذا الابتكار سوف يقود أينشتاين إلى الإدراك الأكثر تأثيرًا في العلم حتى الآن، أن الوقت مجرد وهم.

نحن نختبر الوقت كتدفق مستمر ولكن قد يكون مفيدا أن نفكر بالوقت كسلسلة من اللقطات أو اللحظات، نفكر فى كل حدث لحظة بعد لحظة وإذا صورنا كل لحظة على الأرض، كل لحظة من دوران الأرض حول الشمس وكل لحظة عبر الكون بأكمله، فسنرى كل حدث حصل من قبل كل موقع في المكان وكل لحظة في الزمان، منذ ولادت الكون إلى المستقبل المجهول، أي أحداث على الأرض اليوم، أي أن الماضى لم ينتهي والمستقبل ليس غير موجود، الماضي والمستقبل والحاضر كلها موجودة بنفس الطريقة تمامًا، كل لحظة بالزمن موجودة بالفعل، أرسم خط وأجعل نفسك في الماضي والحاضر والمستقبل على هذا الخط من الزمان، وسوف تعرف أنك سوف تكون في كل مرة في لحظة الآن أو لحظة الحاضر فقط التى تعيشها.

إذا كانت كل لحظة موجودة بالفعل فكيف نفسر الشعور الحقيقي أن الزمن مثل النهر يندفع إلى الأمام بدون توقف؟

ربما قد خدعنا والزمن لا يتدفق، إنما "نهر الزمن" يشبه نهر متجمد، وكل لحظة تكون مجمدة فيه إلى الأبد في المكان.

هل يمكننا السفر عبر الزمن ؟

هل يمكننا السفر عبر الزمن ؟

السفر عبر الزمن.. جملة يُتّهم قائلها عادة بالجنون أو الخيال الواسع .. حيث تقترن دائماً في مخيلاتنا بأفلام الخيال العلمي التي نعتبرها مستحيلة الحدوث! .. ولكن ما حقيقة ذلك ؟

فإذا كان الزمن كنهر متجمد وإذا كان كل الزمن موجود هناك بالفعل فهل يمكننا السفر إلى المستقبل أو الماضي؟ هل يمكننا السفر عبر الزمن؟

قد يكون السفر عبر الزمن ممكنً، وطريقة من طرق السفر عبر الزمن هي الاستفادة من القوى المألوفة والتي تبقينا مثبتين على الأرض، قوى الجاذبية وقد يكون لها تأثير عميق على الزمن.

يقول البروفيسور كوكس في مهرجان العلوم في بريطانيا أن السفر عبر الزمن ممكناً استناداً إلى نظرية آينشتاين النسبية ولكن للمستقبل فقط ولا يمكن حينها العودة منه!

واستندت نظرية آينشتاين في النسبية على مبدأين: الأول مبدأ النسبية: الذي ينص على أن قوانين الفيزياء لا تتغير، حتى عندما تتحرك الأجسام بسرعات ثابتة بالنسبة لبعضها البعض.

أما المبدأ الثاني فتطرق إلى سرعة الضوء، حيث لاحظ آينشتاين أن سرعة الضوء هي نفسها بالنسبة للجميع بغض النظر عن تحركهم بالنسبة لمصدر الضوء.
وقد تم تجربة السفر للمستقبل بنجاح بالفعل ولكن على أجسام صغيرة جداً، وإذا تم تطوير هذه التكنولوجيا لتنقل أجساماً كبيرة بسرعة قريبة من سرعة الضوء فسوف يصبح عندها سفر الإنسان إلى المستقبل ممكناً.



التفسير العلمي

التفسير أنه كلما اقترب الإنسان لسرعة الضوء كلما تباطأ الزمن، وعندما يتباطأ الزمن بمقدار معين فحينها يمكن للإنسان أن يسافر آلاف السنين إلى المستقبل!! فعندما تسافر بسرعة قريبة من سرعة الضوء، فإن  ساعتك ستدور ببطء بالنسبة لساعات الموجودين في الزمن الحالي، وعندها ستبطئ ساعتك أكثر وأكثر لتستطيع حينها أن تسافر للمستقبل لعشرات الآلاف من السنين!

ولفهم الأمر أكثر تخيل أن تذهب إلى مكان يصبح فيه الأسبوع يوماً أو الشهر ساعات أو السنين دقائق! هذا مايحدث للمسافر عبر الزمن حيث أنه يقطع سنين ضوئية وتمر عليه هو فقط كأنها دقائق أو ساعات قليلة بينما في الواقع هي عشرات الآلاف من السنين!
أما عن العودة إلى الماضي فيقول دكتور كوكس أنه من المستحيل إيجاد تكنولوجيا تعيدنا في الزمن إلى الوراء.

آينشتاين يعطينا طريقتين للسفر عبر الزمن

1ـ السفر بسرعة كبيرة في المكان

ربما سمع الكثيرون عن المثال الشهير الذي يضرب عن توأمين ركب أحدهما صاروخاً يسير بسرعة قريبة من سرعة الضوء فشاخ جسده بسرعة أقل كثيراً مما حصل مع توأمه الذي بقي على كوكب الأرض. فإذا كان قد بقي في الصاروخ لخمسين عاماً بحسابنا الأرضي، فسوف يكون هو قد بقي لعام واحد في الصاروخ وسوف تخبره كل أدوات قياس الوقت لديه بهذا أيضاً، لأن هذا هو ما حدث حقيقة. ويعتبر البعض هذا سفراً في الزمن بالنسبة للشخص على متن الصاروخ، لأنه بقي عاماً واحداً ثم عاد إلى نقطة مستقبل بالنسبة لنا. لكن المعضلة أن هذا المثال نظري فقط، لأن الوصول بجسم له كتلة كبيرة مثل صاروخ إلى سرعة الضوء يحتاج من الطاقة أكثر مما هو موجود على كوكبنا بأسره. أما الحقيقي في هذا الأمر فهو أن رواد الفضاء الذين يسافرون في رحلات صارت معتادة يعودون فعلياً في زمننا المستقبلي بفارق أجزاء من الثانية.

2ـ الجاذبية

تظهر نظريات أينشتاين أن الجاذبية مثل الحركة يمكن أن تؤثر على الزمن، كما لو أن الجاذبية يمكنها أن تمارس قوة على الوقت وتبطئ من مرور الوقت، وكلما كانت قوى الجاذبية أقوى كلما أبطئ الوقت أكثر، هنا على الأرض نحن لا نلاحظ تأثير الجاذبية لأن تأثيرها بسيط جدَا ولكن هذا لا يعنى أنها غير موجوده، مقارنة بين شخصين شخص يعيش فى الطابق العلوي لناطحة سحاب وشخص آخر يعيش في الطابق السفلي سوف نلاحظ أن الوقت يمر بنسبة أبطأ بقليل في الطابق السفلي عن الطابق العلوي لأن الجاذبية أقوى بقليل قرب الأرض.

والآن إذا استطعنا السفر إلى ثقب أسود أو بالقرب منه أو حتى بمداره، الثقب الأسود له قوة جاذبية أعلى بملايين المرات من كوكب الأرض، فإذا استطعنا أن نقترب قليلا من الثقب الأسود لمدة ساعتين فقط، سوف تمر على الأرض 50 سنة، وأنت سوف تمر في عمرك ساعتين فقط، إذاً عندما ترجع إلى الأرض مرة أخرى سوف تكون سافرت إلى المستقبل 50 سنة إلى الأمام.

هل يمكننا السفر عبر الزمن ؟

هل يمكن السفر إلى الماضي؟

السفر إلى الماضى شئ ممكن أيضا تنبأت به معادلات إينشتاين أيضا وهو الثقب الدودي، إذا كانت الثقوب الدودية موجودة بالفعل فهي سوف تكون بمثابة أنفاق عبر الزمكان لا تربط فقط مكان بآخر ولكن تربط لحظة بأخرى أيضا، سيكون ذلك غريبا بعض الشئ ولكن المشكلة الحقيقية في السفر إلى الماضي هو أن الأشياء سوف تصبح مربكة وغريبة..

تخيلو اذا أردت أن أغير شئ في الماضى مثل أن أمنع أبي وأمي أن يلتقيان، هل هذا يعني أنني لم أولد أبدًا، يقول العلماء أنه إذا سافرنا بالزمن إلى الماضي فلا يمكننا تغيير الأشياء التى نعرف أنها صحيحة لأنها حدثت بالفعل.

قبل سنوات، سخر ستيفن هوكينغ من إمكانية السفر إلى الماضي وقال إنه لن يحدث أبداً، وإلا لوجدنا بيننا اليوم مسافرين قادمين من المستقبل. لكن العديد من العلماء يرون غير ذلك وتمكنوا بالفعل من إيجاد حل للتعارضات المنطقية التي قد تنتج عن الانتقال لحقبة زمنية في الماضي. أما ما يتفقون عليه جميعاً، فهو أننا ربما نشهد في مستقبل غير بعيد رحلة غير معتادة ينظمها بعض البشر إلى المستقبل.

وأخيرا..الوقت هو مجرد وهم الوقت لا يمر لا ينتهى إنه بين يديك فى لحظة الآن الخاصة بك فلا تضيع اللحظة..

المصادر:spaceplaceraseef22 einstein space / huffingtonpost