لماذا نخاف من الظلام؟ .. الدراسات تُجيب عن ذلك !

خوفك من الظلام ليس أمرا غيرمنطقيا أو يشبه تصرفات الأولاد في الواقع، إنه اندفاع بشري طبيعي. تبين أن مشاعر القلق وعدم الارتياح التي نشعر بها عندما تنطفئ الأنوار هي انعكاس لاندفاع تطوري لتبقى آمنا.

لماذا نخاف من الظلام؟

1- نقص الضوء

نقص الضوء

أولا وقبل كل شيء، يضعف الظلام قدرتنا على الرؤية، والتي تشكل جزءا كبيرا من قدرتنا على فهم محيطنا والتعامل معه. يحجب الظلام واحد من أهم حواسنا ويتركنا غير محصّنين وفاقدين للتحكم.

فبالمقارنة مع المخلوقات الليلية التي تنمي أساليبا لتواجه الظلام، "فنحن لم نتأقلم لكن أجبرنا على الابتداع للتعويض ،ففي الظلام أجبرنا على التعويض عن نقص الرؤية الليلية باستخدامنا لضوء الشمع وفي النهاية اختراع الكهرباء. عندما تختفي هذه الأشياء ، فإننا
نواجه عيبنا البدائي مرة أخرى وهو : نقص الرؤية الليلية.

2- الضعف 

يعتقد الباحثون أن الخوف من الظلام ينشأ من تشفير وراثي يبرمجنا لتجنب المفترسين خلال الليل. نشرت دراسة في one plos أن احتمال حدوث هجمات الأسد في تنزانيا بعد السادسة مساء أكبربنسبة 60 %منها خلال النهار،( المثير للاهتمام في الدراسة أيضا أن الأسود أكثر احتمالاً لمهاجمة واصطياد البشر في الأيام التي التي يتبعها قمر مكتمل، مما يظهر أن الحيوانات تتأثر بمد وجزر القمر).وهذا ما يجعلنا أكثر قلقا في الظلام.من المحتمل أن الحيوانات الليلية الخطرة شكلت تهديدا كبيرا لبقاء الإنسان على قيد الحياة في العصور البدائية، وبالتالي فإننا مبرمجين تطوريا للشعور بالقلق عندما تظلم.

يشير الظلام أيضا لوقت النوم والراحة.

على الرغم من كون النوم ضروري للحياة، فإنه يعني أيضا الاستسلام فيصبح المرء عرضة للمخاطر غافل عما يجري حوله.
بالإضافة إلى أننا نخاف الجريمة في الليل لأن اللصوص من المحتمل أن يدخلوا علينا بغيرعلم عندما نكون نياماً، أكثر بالمقارنة مع كوننا يقظين ومنتبهين.

3- مواجًها بشياطينك

في العصر الحديث، خاصة في البلدان المتطورة، لا يجب علينا أن نقلق من هجمات الأسد في الأدغال أو سلب قبائل لقرانا في منتصف الليل، ممسكين بنا على حين غرة في خيامنا.

عوضا عن ذلك في أيامنا هذه يفرض علينا الظلام تهديدا آخر: تهديد عقلي.عندما نستلقي في سريرنا محاولين الخلود للنوم، بمعزل عن العمل اليومي وكل الملهيات، غالبا ما نجد أنفسنا نسافر عميقا في عقولنا وفي عقلنا الباطن. الشياطين التي نخفيها خلال النهار، قلقنا وأحزاننا العميقة ومخاوفنا، تبدأ كلها لتظهر مرة أخرى متسللةً إلى وعينا.

ولذلك يفيد الليل كوقت يتأرجح فيه دماغنا بين الواقعية في النهار والهروب لحلم غير واعي في المساء.

بالنسبة للبعض، المشاكل التي يخفونها مثقلة جدا لمواجهتها خلال النهار، لذلك يكونون قادرين على تجاهلها. أما في الليل، فالشياطين الداخلية – ليست بالضرورة الشياطين التي في الخزائن – تعود لأذهاننا.

يعتقد سيغموند فرويد-Freud Sigmond أن خوفنا من الظلام ينشأ منذ الطفولة جراء قلق الانفصال عن والدينا عندما نترك في الغرف المظلمة، ويتركون لنا الضوء الخفيف في الليل الذي يعطي القليل من الأنس وتُعَزَّزُ مخاوفنا وضعفنا عندما لا يكون والدينا بجانبنا.

في النهاية، يتراوح الخوف من الظلام من كونه خوف طفولي لكونه تطوري وعقلاني بشكل كامل - ليصبح اضطراب شديد (رهاب الظلام- nyctophobia) الذي يتطلب علاج سلوكي إدراكي.
على الرغم من أن الشعور بالخوف يجعل شعرنا ينتصب ، إلا أنه عادةً ما تقنع العقول المنطقية نفسها بأنه غير موجود.

تذكر أنه حتى في أظلم الليالي يوجد دائما قمرا يمكنه أن يطلق العنان لخيالنا بأن يلون وحوشا ويتوعدنا بمخاوف في الظلمة أو يتملق عقدنا الداخلية، إلا أنها في النهاية تنشأ من
الخوف من المجهول. 

وعند إنارة الأضواء، غالبا سوف نضحك من خيالنا المبالغ بردة فعله وعدم القدرة على رؤية ما كان صحيحا أمامنا.

المصدر: medicaldaily