لماذا ينتحرُ في أمريكا سنويا أكثر من 28 ألف شخص ؟

في كل 40 ثانية ينتحر شخص في مكان ما من العالم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. يُعتبر الفقر السبب الرئيس لارتفاع معدل الانتحار في الدول، وهذا ما يدفعنا للتساؤل : لماذا نجد دول متقدِّمة ومُتطورة جدا في قائمة أكثر الدول نسبة من حيث الانتحار كاليابان وروسيا وكوريا الجنوبية .. وأمريكــا !! وسنُجيب بفضل الله عن هذا التساؤل .. تابع قراءة الموضوع ..

الانتحار

كنموذج .. معدلات الانتحار في الولايات المُتحدة تزيد نسبة 24%

سجلت معدلات الانتحار في الولايات المتحدة ارتفاعا بنسبة 24 في المئة، خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، مع مستويات قصوى مقلقة لدى الفتيات بين العاشرة والرابعة عشرة من العمر، بحسب إحصائيات نشرتها الحكومة الأمريكية.

وقد سجلت هذه النسبة زيادة بوتيرة 1 في المئة سنويا بعد 1999، قبل أن تتسارع الزيادة إلى 2 في المئة سنويا اعتبارا من 2006، بحسب سجلات السلطات الصحية. 

وتمت ملاحظة هذه الزيادة "لدى الرجال والنساء على السواء، ومن كل الأعمار بين العاشرة و74 عاما"، وفق التقرير الحكومي.

وطالت أكبر الزيادات الفتيات بين سن العاشرة والرابعة عشرة، إذ ارتفع معدل الانتحار في صفوفهن بواقع ثلاثة أضعاف من 0.5 حالة لكل مئة ألف فتاة في هذه السن في 1999 إلى 1.5 حالة لكل مئة ألف سنة 2014.

وفي المحصلة، أقدمت 150 فتاة في هذه الفئة العمرية على الانتحار سنة 2014، في زيادة نسبتها 200 في المئة، مقارنة مع سنة 1999.

وقال فيكتور فورناري، وهو مدير وحدة الطب النفسي للأطفال والمراهقين في مستشفى زاكر هيلسايد، قرب نيويورك: "إننا نرى أطفالا يقدمون على الانتحار بسن أصغر"، مشيرا إلى أن هذا الوضع "يثير قلقا حقيقيا".

وأضاف هذا الطبيب غير المشارك في الدراسة: "أعتقد أن هذا الأمر قد يكون انعكاسا للقدرة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت في ظل التحرش الإلكتروني، وتعرّض الأشخاص اليافعين إلى أمور معينة في سن أصغر مقارنة مع السابق".

وبقي معدل الانتحار لدى الفتيان بين سن العاشرة والرابعة عشرة أعلى من المعدل المسجل لدى الفتيات في الفئة العمرية عينها، غير أنه لم يشهد نموا مشابها إذ ارتفع من 1.9 حالة لكل مئة ألف، إلى 2.6 حالة لكل مئة ألف بزيادة نسبتها 37 في المئة.

وفي أوساط السكان الذكور، كان الرجال فوق سن الخامسة والسبعين الأكثر عرضة للانتحار، وهو اتجاه إحصائي لم يتغير بين 1999 و2014. 

أما ثاني أكثر الفئات العمرية عرضة للانتحار، فكانت للرجال بين سن 45 و64 عاما، إذ سجلت ازديادا بنسبة 43 في المئة خلال خمس عشرة سنة (من 20.8 حالة إلى 29.7 لكل مئة ألف).

لدى النساء، أكثر الفئات العمرية عرضة للانتحار كانت للواتي تراوح أعمارهن بين 45 و64 عاما، وهو اتجاه إحصائي لم يتغير بين 1999 و2014.

ومع ذلك، فإنه يبقى الرجال أكثر عرضة بثلاث مرات للإقدام على الانتحار.

وتحصل حالات الانتحار لدى الرجال بشكل رئيس بالأسلحة النارية (55.4 في المئة من الحالات)، في حين لا يزال تجرع السم الوسيلة الأكثر شيوعا للانتحار لدى النساء (34.1 في المئة).

وأشار المدير العام لمؤسسة البحوث بشأن الدماغ والسلوك، جيفري بورنشتاين، إلى أن "الأكثرية الساحقة من الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار يعانون مرضا عقليا مثل الفصام والاضطراب الثنائي القطب، والإدمان على بعض المواد، والاكتئاب".

وتقريبا نفس الشيئ في بريطانيا .. ومثلهُ في فرنسا .. وفي السويد .. وإيطاليا .. وغيرها .. لماذا يكثُر الانتحار في بلاد بها الإباحية والخمور .. ؟
لماذا .. ألم يجدوا خموراً يشربون ؟ كلا الخمور كثيرة..
ألم يجدوا بلادا يُسافرون فيروِّحُوا على أنفسهم ؟ كلا البلاد واسعة..
أو مُنعوا من الزنى ؟ أم حيل بينهم وبين الملاعب والملاهي .. أو أٌقفلت في وجوههم الحانات والبارات .. كلا . بل يفعلون ما يشاؤون .. يتقلبون بين مُتعِ أعيُنهم وأبصارهم..
إذن لماذا ينتحرون .. لماذا يملُّون من حياتهِم ؟
لماذا يتركون الخمور والزنى والملاهي ، ويختارون الموت .. ؟

الجواب واضح في قوله تعالى :
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) سورة طه
أي تلاحقُه المعيشة الضنك في ذهابه وإيابه .. وسفره وإقامته .. تأكل معه وتشرب.. تقوم معه وتقعد .. تلازمُه في نومه و يقظته .. تنغِّص عليه حياته حتى الموت .. ومن أعرض عن الله وتكبَّر .. ألقى الله عليه الرُّعب الدائم .. قال تعالى:
(سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ)آل عمران 151 .. لماذا ؟ قال تعالى : (بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ? وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ? وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) ..

أما العارفون لربهم .. المُقبلون عليه بقلوبهم فهم السعداء وقال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى? وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ? وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) 97 النحل .. فعجيبٌ وغريب .. كيف أن اليابان وروسيا يحوزان نسبة انتحار كبيرة في العالم رغم كل ما تملكُه من مُتع الحياة وفي حين أنَّ بنغلاديش المُسلمة ،البلد الاشدُّ فقراً في العالم والأقل دخلاً تُعتبرُ البلد الأقل نسبة انتحار في العالم !! 

القضية باختصار 
الإنسان خُلق لوظيفة واحدة هي معرفة الله وطاعته وعبادته وحبه ..
فمن استعمل حياته لغير هذه الوظيفة فلا بد أن يضل ويشقى .. ومن هرب من الجلوس في مقام العبودية لله ،أشقاه الله ولو نظرت في حال من استعملوا حياتهم لغير ما خلقوا له لوجدت في حياتهم من الفساد والضياع ما لا يوجد عند غيرهم .. لكنكم لا تتدبرون ،وبلاءهم تتمنون ،وعن نعمة إسلامكم تغفلون .

" المال أرقام والأرقام أبداً لا تنتهي , فإذا كنت تحتاج المال لتكون سعيداً فبحثك عن السعادة أبداً لن ينتهي." - بوب مارلي -

خلاصة .. المناعة الإيمانية علاج رباني

وبتحليل تلك الأرقام والبيانات، لا يملك المرء إلا التمسك بدينه وقيمه، عندما يفكر المرء في أن معدلات الانتحار الرسمية في العديد من البلدان الإسلامية أقل بكثير من مثيلاتها في البلدان ذات الأغلبية المسيحية وتثير قضية مكافحة الانتحار العديد من الخلافات الاجتماعية، فالسياسيون وخبراء الصحة يتساءلون ما إذا كان ينبغي على الحكومات أن تتدخل في القرار الشخصي الذي يتخذه المرء لوضع حد لحياته، لكن بيرتولوتي لا يعتقد ذلك، منوهاً إلى أن الدراسات تظهر أن 96% من الذين حاولوا الانتحار كانوا يعانون من قدرات عقلية منخفضة أو مشوشة إلى حد كبير ويرى الخبراء أن توفير طواقم من الخبراء والاختصاصيين لا يكفي لحل هذه المشكلة، بل لابد من أن يعمل جميع الناس جنباً إلى جنب لتقليل عدد الأشخاص الذين يحاولون قتل أنفسهم والتخفيف من السلوكيات المؤذية في المجتمع.


المصادر : 1 / 2 / 3