وحوش على هيئة بشر !.. تعرف على الوحدة 731 اليابانية

الوحدة 731 باليابانية: 731 تلفظ: نانا سان إيتشي بوتاي كانت وحدة أبحاث وتطوير حرب كيميائية وحرب بيولوجية سرية في جيش اليابان الإمبراطوري. أجرت هذه الوحدة تجارب أسلحة بيولوجية على البشر في الحرب اليابانية الصينية الثانية والحرب العالمية الثانية.


ونفذت أفظع جرائم الحرب التي نفذها ضباط يابانيون خلال الحرب. رسميًا، تعرف الوحدة في جيش اليابان الإمبراطوري باسم دائرة كيمبايتاي السياسية ومختبر أبحاث الوقاية من الأوبئة. لكنها في الواقع كانت مختبرًا يقوم بأبحاث سرية لتطوير أسلحة كيميائية وبيولوجية محظورة دوليًا من أجل استخدامها في الحرب.

تسببت الوحدة في مقتل أكثر من 10 آلاف من أسرى الحرب الصينيين وأسرى من شبه الجزيرة الكورية ومنغوليا والاتحاد السوفيتي.

كيف بدأت الوحدة 731 ؟

عام 1932، عُيِّن الجنرال "شيرو إيشي"-رئيس الضباط الأطباء في الجيش الياباني– رئيساً لمعمل أبحاث الحد من الأوبئة في الجيش. قام الجنرال "إيشي" مع رجاله ببناء معسكر السجناء المعروف بـ"زونج ما" في إقليم منشوريا، ثم قام بتنظيم مجموعة بحث سرية، لإجراء الأبحاث البيولوجية والكيميائية، وأسماها وحدة توجو.
عام 1935 أغلق الجنرال الوحدة بعد حدوث تفجير بها، وانتقل إلى مكان آخر يبعد 24 كيلو متراً عن المكان الأول؛ لينشئ معسكراً أكبر لاستئناف الأنشطة. عرف المكان الجديد بوحدة "إيشي" في البداية، ثم بالوحدة 731 بعد ذلك.

ستة كيلو مترات مربعة تحتوي على أكثر من 150 مبنى، لنا أن نتخيل مدى ضخامة
وفداحة هذا المشروع. المباني مصممة بطريقة تجعل من قصفها أمراً صعباً.
هناك حوالي 4500 حاوية لتربية البراغيث.. ستة مراجل ضخمة لإنتاج الكيماويات.. 30 كيلو جراماً من البكتيريا المسبِّبة للطاعون.. 1800 حاوية تستخدم في تصنيع المواد المستخدمة في تحضير الأسلحة البيولوجية..

معظم هذه المباني دمرت أثناء الانسحاب منها، واليوم بعض المباني المتخلفة من
هذا المعسكر تستخدم بواسطة الجيش الصيني، بينما البعض الآخر مفتوح للجمهور كمتحف لجرائم الحرب.

تجارب غير آدمية !


من المشاريع التي كانت تعمل عليها الوحدة مشروع ماروتا لأداء التجارب على البشر، وكانت العينات البشرية المستخدمة تتضمن السجناء السياسيين وأسرى الحرب ، والمجرمين العاديين، وأناس يقبض عليهم البوليس السري بمسوّغ الاشتباه، وتتضمن المجموعة أشخاصاً بالغين وأطفالاً وحتى نساء حوامل.

من الفظائع التي تمّت داخل معسكر الوحدة، تشريح البشر وهم أحياء بدون تخدير، وكان هذا الأمر يتم بعد إصابتهم بأمراض معدية، ودراسة تأثير هذه الأمراض عليهم،ثم يتم تشريح المصاب وهو حيّ لمعرفة تأثير المرض على الأعضاء الداخلية، لأنهم كانوا يعتقدون أن تشريح الجسم وهو ميت يؤثر على النتائج ويجعلها غير دقيقة، وكان هذا الأمر يتم على الرجال والنساء والأطفال والرُّضع والحوامل أيضاً.!

في تجارب أخرى كانوا يقطعون أطراف السجين وهو حي، لدراسة تأثير فقد الدم على الجسم. والأفظع من هذا أن هذه الأطراف المقطوعة كانت في بعض الأحيان تستخدم لإعادة تركيبها، ولكن في مواضع أخرى من الجسم بخلاف موضعها الأصلي.!

بعض السجناء كان يتم تجميد أطرافهم، ثم إذابة الثلج؛ ليصاب الطرف بالغنغرينا، ويترك السجين بدون علاج؛ لدراسة تأثير الغنغرينا على الجسم الحيّ.! .. وغيرها العديد من الممارسات الشنيعة التي ليس لها صلة بالإنسانية إذلاقاً.

وتتضمن التجارب البيولوجية أيضاً حقن السجناء بالجراثيم، وإصابة الرجال والنساء بالأمراض الجنسية الزهري والسيلان، ودراسة تأثير هذه الأمراض عليهم، وتعريض السجناء المرضى لكميات كبيرة من البراغيث لدراسة إمكانية انتقال المرض عن طريق البراغيث.

وتم إصابة العديد من السجناء بأمراض وبائية ودراسة أعراضها عليهم، منها الطاعون
والكوليرا والجدري، كما تم تسميم بعض السجناء بمواد كيماوية أثناء الدراسات التي أجريت على الأسلحة الكيماوية.

وكان لدى الوحدة مجموعة كبيرة من البراغيث الحاملة للطاعون، والتي تم إطلاقها بعد ذلك عام 1941 على المدن الصينية بواسطة طائرات تطير على ارتفاع منخفض، متسببة في انتشار وباء الطاعون ليحصد عشرات الآلاف من الأرواح.

ماذا بعد الاستسلام ؟

بعد استسلام اليابان للحلفاء عام 1945 تولى "دوجلاس ماك آرثر" منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء ومهمة إعادة إعمار اليابان المحتلة. وقد منح "ماك آرثر" الحماية للأطباء المشاركين في الوحدة 731 مقابل الحصول على نتائج الأبحاث التي أجروها في مجال الحرب البيولوجية، وكانت الولايات المتحدة تعتقد أن الأبحاث التي أجروها لها قيمة عالية، فهي غير قابلة للتكرار بسبب القيود الأخلاقية والسياسية المفروضة على عمليات إجراء تجارب على البشر، كما أنها لم تُرد أن تحصل على نتائج هذه الأبحاث أية دولة أخرى، خاصة الاتحاد السوفيتي.

أما الاتحاد السوفيتي فقد عمل على ملاحقة المسئولين عن المعسكر، وقام بمحاكمة 12 من أعلى القادة العسكريين اليابانيين والعلماء من الذين عملوا في الوحدة 731؛ وذلك للانتقام للمواطنين السوفيت الذين ماتوا في المعسكر. تم الحكم على المتهمين بالأشغال الشاقة لمدد تصل إلى 25 عاماً في سيبيريا.

مصدر الصورة: هنــا

شهادة سائق سابق عمل في الوحدة 731 اليابانية وقت الحرب.

وممَّا جاء في تلك الشهادة المسجلة بالفيديو أن السائق الذي يدعى ساداو كوشي قال إنه شارك في تجارب جراثيم خارجية على العشرات من الأشخاص عدة مرات وأن 40 شخصا حاولوا الهرب في إحدى المرات فتم قتلهم.

وقال كوشي "تم نقل الأشخاص إلى حقل تجارب خارجي ثم تم ربطهم في أعمدة بعد أن ارتدوا خوذات ودروع حديدية واقية لحماية الأجزاء الحيوية في أجسادهم مع ترك الأذرع والأرجل دون حماية، ثم قامت الطائرات برمي قنابل تحمل جراثيم الطاعون".وقال "عندما انفجرت القنابل سقطت سوائل البكتيريا مثل المطر وبدأ الضحايا في الصراخ".

وقال كوشي إن أحد المربوطين للأعمدة نجح في فك قيوده ذات مرة وساعد آخرين على الفرار، وقال "قمنا بمطاردتهم بالسيارة وقتلناهم جميعا دهسا بالسيارات، الحياة هشة ولا زالت اتذكر كيف قمنا بدهسهم".

المصادر: 1 / 2 / 3 / 4