كيف يمكن أن تؤدي مشاهدة التلفاز واليوتيوب بنهم إلى وفاة الإنسان ؟

أظهرت دراسات جديدة أنه إذا كان الإنسان يشاهد برامج التلفاز لمدة تصل إلى خمس ساعات، أو أكثر كل يوم، ترفع من احتمالية وفاة الإنسان إلى الضعف، بالمقارنة مع أولئك الأشخاص الذين يشاهدون التلفاز لمدة أقل من ساعتين ونصف يوميًا.

أخطار التلفاز

الدراسة الجديدة، والتي أجريت في اليابان، بحثت في عادات مشاهدة التلفاز لأكثر من 86 ألف شخص، ودراستهم وملاحظتهم مع مرور الوقت. وقد تابع الباحثون الأشخاص الذين كانت أعمارهم تتراوح بين 40 و 79 سنة، في الفترة بين عامي 1988 و 1990، ثم قاموا بمتابعتهم خلال فترة زمنية تقدر بـ19 عامًا.

وبشكل عام، سجل الباحثون وقوع 59 حالة وفاة بسبب "الانصمام" أو الانسداد الرئوي. الانسداد الرئوي هو حالة خطيرة، والتي يمكن أن تزداد سوءًا بسبب عدم التحرك. هذه الحالة تبدأ في الظهور غالبًا مع جلطة في أي مكان آخر في الجسم ، هذه الجلطة يمكن أن تتحرك نحو الرئتين، لتسبب انسداد الأوعية الدموية فيها، وهو ما يسبب وفاة الناس. لاحظ أن أكثر من ربع الذين يعانون من هذه المشكلة الصحية، دون تناول العلاج يمكن أن يموتوا، وحالة الوفاة هذه غالبًا ما تكون مفاجئة.

وقال كبير الباحثين البروفيسور "هيروياسو إيسو"، من جامعة أوساكا اليابانية، إن الانسداد الرئوي يحدث بمعدل أقل في اليابان، مما يفعل في الدول الغربية، لكنه أشار أيضًا إلى أن نسبة الإصابة بهذا المرض يمكن أن تكون في ارتفاع باليابان. وأرجع إيسو هذه الزيادة الملاحظة إلى تبنى الشعب الياباني – على نحو متزايد – أنماط الحياة المستقرة، والتي نعتقد أنها تضعهم في خطر متزايد، على حد تعبيره.

هل يمكن أن تؤدي مشاهدة التلفاز بنهم إلى وفاة الإنسان

أخذ العلماء يحسبون مختلف العوامل الأخرى التي يمكن أن تعقد هذه النتائج، بما في ذلك مستويات السمنة، ومرض السكري، والتدخين، وارتفاع ضغط الدم. ووجد الباحثون أن علامة خطر أولية أخرى للإصابة بالانسداد الرئوي - بعد عدد الساعات التي يقضيها الشخص في مشاهدة التلفزيون - هي السمنة.

وأعرب الباحثون عن قلقهم إزاء الخطر الذي يمكن أن تشكله مشاهدة التلفاز بشكل مستمر. وذكر البروفيسور إيسو أنه في الوقت الحاضر، مع فكرة بث الفيديوهات من خلال الإنترنت (المثال الأشهر هو موقع يوتيوب) التي غزت العالم، فإن مصطلح الإفراط في المشاهدة لوصف عرض حلقات متعددة من البرامج التلفزيونية في جلسة واحدة، أصبحت مصطلحًا منتشرًا وشعبيًا بين الناس. وأضاف أن هذه الشعبية الخاصة بمقاطع الفيديو، يمكن أن تعكس عادة تنمو بسرعة لدى الناس.

وختم إيسو حديثه قائلًا "على هذا النحو، فإن الناس الذين يفرطون في مشاهدة التلفاز، ومقاطع الفيديو الطويلة بنهم واضح، هم يتصرفون كما لو كانوا على متن طائرة مسافرة لمسافة طويلة"، في إشارة إلى الاسترخاء المستمر على كرسي الطائرة.

فبعد ساعة أو نحو ذلك من الجلوس أمام التلفاز، فإنه عليك أن تفعل ما كنت ستفعله، لو كنت على متن طائرة، بالوقوف، وشد العضلات، والتجول، لماذا لا تجعل ساقك تسترخي وتريح عضلات جسمك المتوترة.

مصدر : ساسة بوست / hubpages