كيف تجعلك الكتابة مليونيرا !!

" كيف تصبح مليونيراً في أسبوع" ، " كيف تصبح من أصحاب الملايين " ، " مليونير في دقيقة " ، " كيف تفكر كمليونير " ، كل تلك الجمل السابقة هي عناوين لكتب تباع في الأسواق ، عناوين تجعل الكثيرين يعتقدون أنهم أخيراً وجدوا مفتاح الكنز، تكسبهم الشعور بالفرح والسعادة لاعتقادهم أنهم أخيراً وجدوا ضالتهم التي ستنتشلهم من غياهب الفقر والبطالة والحاجة ..

كيف تجعلك الكتابة مليونيرا !!


 في وقت أصبحت فيه البطالة وقلة ذات اليد هي حال السواد الأعظم من الناس على مستوى العالم ، هوس الخروج من الفقر وتحقيق طفرة اقتصادية في وقت قصير يدفع الكثيرين لشراء مثل تلك الكتب التي حرص مؤلفوها على أن تكون تحت عناوين لافتة لأعين ترى السيارات الفارهة  و القصور المشيدة والمنتجعات السياحية التي تحتل إعلاناتها الصحف والتليفزيون لكنها لا تستطيع فعل شيء سوى أن تواصل المشاهدة عن بعد والبحث عن وسيلة تنقلهم من كراسي الجمهور إلى أرض الملعب .

البحث السريع في موقع الكتب الأمريكي الشهير أمازون سيكشف لك أن هناك أكثر من 40 ألف كتاب تدور حول فكرة واحدة هي كيف تصبح مليونيراً ، وكلها تصب في مكان واحد هو مساعدتك لكي تصبح مليونيراً ، وهى كتب كلها تحقق نسبة مبيعات مرتفعة تصل في كثير من الأحيان إلى مليون نسخة في العام الواحد ، والسبب في قوة توزيع ذلك النوع من الكتب كما يفسره أحد المسئولين عن دار " بينجوين بوتنام " الأمريكية للنشر هو أن حلم دخول عالم الملايين لا يزال الطموح الأكبر لمعظم الناس ، و الذي تعكسه تلك العبارة التي كتبها أحد الكتاب الأمريكيين تعليقاً على كثرة ذلك النوع من الكتب و التي قال فيها : إذا أردت أن تصبح مليونيراً بالفعل ألف كتاباً وسمه " كيف تصبح مليونيراً " .

كيف تصبح مليونير


وتتنوع تلك الكتب بين الجادة التي تقدم بعض الأفكار والمشاريع الناجحة وطرق وآليات تحقيقها وبين كتب لا تهدف سوى للربح المادي ، ومن أشهر كتب ذلك النوع الأخير كتاب توم ستانلي " المليون في الجوار " الذي حقق نسبة مبيعات تعدت المليون نسخة ، ومن وجهة نظر ستانلي فإن الطريقة السهلة لكي تصبح مليونير هي عدم تبذير أموالك ( بينما كانت نصيحة ديفيد باش في كتابه " خطوة واحدة تجعلك مليونيرا " الذي لاقى 
رواجاً هائلاً أيضاً هي " استثمر مبلغاً ضئيلاً كل شهر فذلك لن يكسرك ". 

وتكون معظم تلك الكتب عبارة عن نصائح نظرية وعبارات مشجعة من نوعية إذا كنت تعانى قلة المال فهذا ليس لأنك لا تملك ما يكفى من المال وإنما لأنك لا تملك هدفاً عظيماً تدخر من أجله ، و احرص على عمل ميزانية أسبوعية جيدة ، واحذر النفقات الزائدة .

أما الكتب الجادة فأغلبها يقوم على نصائح نظرية يقدمها المؤلف كخطوات لتحقيق النجاح وأهم النقاط التي يجب أن يحرص عليها من يريد الوصول للمليون مع دمج ذلك في قصة خيالية أو واقعية لتعطى القارئ تصوراً واضحاً يمكنه من تطبيق تلك النصائح والإرشادات النظرية على أرض الواقع .

وأحد الأشياء الرئيسية التي تلعب دوراً مهماً في سرعة رواج تلك الكتب هو العناوين التي تجذب البسطاء ومن يبحثون عن الثراء السهل ، فأغلب ذلك النوع من الكتب يهدف للربح في المقام الأول والقليل هو الذي يقدم نصائح وتجارب جادة من الحياة تساعد على خلق أفكار وكيفية تنفيذها ، فمعظم تلك الكتب تستغل ذلك الحلم القديم لمعظم البشر وهو ليس أن يصبح مليونيراً بل مليونيراً في وقت قصير، ومن أمثلة تلك العناوين التي تفتن الناس وتجعلهم يلهثون وراءها " أسرار المليونيرات في إدارة أعمالهم " ، " كيف تصبح ثرياً فى وقت فراغك " ، " أسبوع واحد كي تصبح مليونيراً " ، " دليلك لبناء الثروة " ، " كيف يفكر المليونير " كما أن هناك البعض ممن لا يزالون يعملون بنظريات ركيكة قديمة من أمثلة " كيف تتزوج مالتي مليونيرة " .

كيف تجعلك الكتابة مليونيرا !!


ويلعب بعض من مؤلفي تلك الكتب على وتر آخر هو ما السن التي يمكنك الوصول فيها إلى عالم الملايين ، ربما إذا كانت الإجابة سن الأربعين أو أكثر من ذلك فإنه يعتبر أمراً عادياً وليس لافتاً ، وهو ما دفع بعض المؤلفين إلى تأليف كتب تحمل عناوين مثل " الأسرار التي تجعلك مليونيراً وأنت في العشرين " ، " المليونير الصغير " ، " كيف تصبح مراهقاً مليونيراً " ، وهى كلها تحتوى على قصص لبعض الشباب الذين استطاعوا تحقيق ثروة من مشاريع بسيطة كبيع الفوشار أو ساندويتشات " الهوت دوج " في الشارع .

أما الكتاب الأكثر شهرة فهو كتاب " مليونير في دقيقة " وهو من تأليف مارك هانسن وروبرت ألين وهما خبراء جني الثروة من وراء تأليف كتب من نوعية " ساعد نفسك " ليحقق الكتاب في أقل من عام نسبة مبيعات تعدت المليون نسخة ، ومازال يحتل صدارة الأفضل مبيعاً في ذلك النوع من الكتب على الرغم من مرور ستة أعوام على صدور أول نسخة منه . 

مليونير في دقيقة


وفى ذلك الكتاب الأكثر نجاحاً بين زملائه ، يعطى المؤلفان مارك فيكتور هانسن وروبرت ألين بعض التوضيحات والنصائح العملية عن كيفية استخدام واستغلال المليونير وقته ، ويقدمان تعريفاً نظرياً " لدقيقة المليونير " على أنها وسيلة الرجل الذكي في تنمية ثروته وجني المزيد من المال ، ويحتوى الكتاب على أمثلة وتوضيحات عملية عن المهارات اليومية التي يجب أن يكتسبها من يريد الوصول للثروة و التي ستساعده على النجاح في تعاملاته المالية اليومية ، ويحتوى الكتاب أيضاً على الكثير من أفكار وطرق الادخار والتوفير وكذلك بعض المشاريع الصغيرة التي لا تحتاج رأس مال كبير، وعلى الموقع الإلكتروني للكتاب وضع المؤلفان برنامجاً حسابياً يمكنك من إدخال المبلغ الذي تستطيع توفيره ومعدل ذلك التوفير ليحسب لك البرنامج الوقت اللازم كي تصل للمليون !! كما يوجد العديد من الاختبارات والتطبيقات على الموقع و التي تجعل زيارته أمراً مسلياً . 

وينقسم الكتاب إلى نصفين النصف الأول يحوى : نظريات ونصائح عن المهارات التي تساعد القارئ على تنمية ثقافته الاقتصادية بشكل مبسط كما يقدم موضوعات عن عدد من الوسائل التي تساعد على العمل بنجاح كالعمل ضمن فريق واحد أو بشكل فردى وكذلك المهارات والأدوات التي تساعد على تحقيق ذلك ، وكل ذلك في شكل مبسط يمكن لأي أحد قراءته وفهمه ، أما النصف الثاني من الكتاب فيحوى قصصاً من خيال المؤلفين لأشخاص تعرضوا لضربات اقتصادية قاسية لكنهم سرعان ما استطاعوا تجاوز تلك الضربات والوصول إلى المليون بشكل سريع عن طريق تطبيق بعض المهارات والأفكار التي قدمها الكاتبان في أول الكتاب .

وفى النهاية فإن كل تلك الكتب لا تحول قارئها فجأة إلى مليونير ، لكنها تفتح نوعاً من الأمل والطموح وثقافة اقتصادية مبنية على أسس علمية ونظرية من خلال عرض بعض الأفكار والخطط والمشروعات التي قد يستطيع القارئ تنفيذها وكذلك القصص والتجارب لأشخاص حققوا نجاحات كبيرة في مجالات مختلفة لتكون كل تلك الأفكار والخطط والتجارب الشخصية حافزاً على عدم ادخار أي جهد في الوصول إلى الهدف سواء كان مليوناً أم أي شيء آخر ، فالكثيرون يعتقدون أن قراءة تلك الكتب في حد ذاتها ستغير من حالتهم الاقتصادية ثم يشعرون بالإحباط عندما لا يحدث ذلك ، لكن الحقيقة أن الكتب لا تقدم أي ضمانات بأنها ستحولك إلى ، مليونير، فالضمان الوحيد لذلك هو الرغبة الداخلية لك في النجاح والعزم على تحقيق الهدف أو ربما ، يكون تأليف كتاب عنوانه " هكذا أصبحت مليونيراً " ...!!