كيف تؤثر إسرائيل على قرارات أمريكا ؟ .. حقيقة اللوبي الصهيوني "منظمة الأيباك"!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... هناك الكثير يتسائلون كيف يمكن لإسرائيل التحكم في قرارات أمريكا وتحولها معها رغم أنف الدول الذين لديهم حق الفيتو .. وكيف استطات إسرائل أن تكون البنت المدللة لأمريكا ؟!!..

اللوبي الصهيوني "منظمة الأيباك"

هل سمعت من قبل بمنظة الأيباك ؟.. حسنا لا عليك ... هي منظمة أميركية يهودية، تعد أقوى جماعات الضغط (لوبي) في الولايات المتحدة، وأكثرها تأثيرا على الكونغرس الأميركي، تهدف إلى ضمان دعم أميركي متواصل لإسرائيل..

تأسست اللجنة الأميركية للشؤون العامة الإسرائيلية المعروفة (أيباك) عام 1953 بمبادرة من يشعيا كينن، وهو عضو سابق في اللجنة الصهيونية الأميركية للشؤون العامة، التي أنشئت عام 1951 في عهد الرئيس الأميركي دوايت إيزنهاور لكن تم تغيير اسمها لاحقا، وهي مسجلة رسميا بموجب القوانين الأميركية كجماعة ضغط (لوبي) للقيام بمهمة الدعاية لدعم إسرائيل باسم الطائفة اليهودية الأميركية.

وقد مدّها انتصار إسرائيل في حرب عام 1967 بزخم قوي، وأصبحت أعتى وأكثر جبروتا في منتصف السبعينيات. 

التوجه الأيديولوجي

اللوبي الصهيوني "منظمة الأيباك"

تقوم منظمة أيباك على الولاء لإسرائيل وتأييدها ودعم طابعها اليهودي، وتركز على تقوية العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وتعميق التحالف بينهما في عدة مجالات إستراتيجية، ومنع أي تحالف أو تقارب أميركي مع البلدان العربية في حالة وجود ضرر منه على إسرائيل.

وتعمل على ممارسة ضغوط على الإدارة والمؤسسات الأميركية لتوفير الدعم المالي لإسرائيل، إضافة إلى تأثيرها على الكونغرس وعموم المنافسات الانتخابية الأميركية في ما يخص علاقات واشنطن وتل أبيب، وتكثف ضغوطها على الدول والمجموعات المعادية لإسرائيل، وتقوم بإعداد قيادات أميركية جديدة في كافة المجالات لدعم إسرائيل.

تتشكل اللجنة التنفيذية لأيباك من جميع الطوائف اليهودية الرئيسية (49 في الولايات المتحدة)، ولها جهاز دائم للعمل، وتضم أيضا في عضويتها -إضافة إلى يهود- أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وتبلغ ميزانيتها السنوية أكثر من 67 مليون دولار، ولها 18 مكتبا موزعا بالولايات المتحدة.

عدد أعضاء أيباك المؤيدين يصل إلى أكثر من مئة ألف شخص في أميركا، إضافة إلى آلاف المتطوعين، كما تضم طواقم من المفكرين والباحثين، بعضهم خبراء في السياسة الأميركية الداخلية، وتقوم بتقديم تقارير مالية فصلية كل ثلاثة أشهر إلى وزير الخارجية ورئيس مجلس النواب.

مالذي تقوم به ؟

تعتمد أيباك على إستراتيجية المساومة وتبادل المصالح، عبر تقديمها كافة أشكال الدعم للمشرعين من أجل الفوز في الانتخابات التشريعية، مقابل الحصول على دعم وتأييد للقضايا التي تهمها.

وتقوم بالمبدأ نفسه بمساعدة الرؤساء الأميركيين على تمرير برامجهم في الكونغرس، باستخدام نفوذها على المشرعين الذين ساعدتهم على الفوز في الانتخابات التشريعية، مقابل ضمان دعم البيت الأبيض القضايا التي تهمها، وعلى رأسها المصالح الإسرائيلية.

وتنظم مؤتمرات لأعضائها والمؤيدين لها لتقديم تقرير شامل حول أعمالها وأنشطتها ورؤيتها المستقبلية، وتقوم بتقديم برنامجها السنوي العام إلى الهيئات الرسمية الأميركية، خاصة الإدارة الأميركية والكونغرس وهيئات الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

شرعت أيضا في دخول الجامعات الأميركية للتأثير على الهيئات الطلابية بعد شعورها بازدياد نفوذ هيئات وحركات تدعم القضايا العربية، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني.

هل نجحت أيباك في عملها ؟

اللوبي الصهيوني "منظمة الأيباك"

كما قلنا سابقا ..تُعرف أيباك في واشنطن بأنها "اللوبي"، هكذا ببساطة. تاريخيا، استمدت هذه المؤسسة قوتها من عاملين رئيسيين: الأول داخلي، ويتمثل في حضور رؤساء جميع الطوائف اليهودية الرئيسية التسعة والأربعين في الولايات المتحدة في لجنة أيباك التنفيذية، وهي مجموعات تعرف بتنظيمها ونفوذها. 

والثاني دولي، ويقوم على أهمية إسرائيل الإقليمية بالنسبة للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط وتضم أعداء الحرب الباردة التقليديين. 

وبطبيعة الحال، فإن هذين العنصرين قد مهدا الطريق لتحالف سياسي أوسع وأشمل وأقوى بين اللوبي اليهودي ومجموعات متنوعة المصالح تبدأ من المسيحيين الإنجيليين ولا تنتهي بالمجموعات العسكرية العقائدية، ويكون هذا الطيف بمجمله ما يعرف بـ"اللوبي الإسرائيلي في أميركا"

وتتمتع أيباك بنفوذ في الكونغرس وبرنامجه التشريعي بفضل عامل الضغط الذي تمارسه في العاصمة واشنطن على البيت الأبيض والسياسة الخارجية سواء في الشرق الأوسط أو العالم. 

إستراتيجية أيباك هي إستراتيجية مساومة وتبادل مصالح. فهي تساعد المشرعين والمشرعات على الفوز في الانتخابات التشريعية، ومن ضمن ذلك الدعم المالي، وفي المقابل يرد لها على شكل دعم للقضايا التي تهمها.

وبنفس المبدأ، فأيباك تساعد الرؤساء الأميركيين على تمرير برامجهم في الكونغرس باستخدام نفوذها على المشرعين الذين ساعدتهم على الفوز بمقاعدهم التشريعية، ويرد لها هذا الصنيع على شكل دعم البيت الأبيض للقضايا التي تهمها وعلى رأسها إسرائيل. 

وقد أثمرت هذه الإستراتيجية بشكل فريد طوال العقود الماضية، حيث دعمت الولايات المتحدة إسرائيل بالمال والسلاح أكثر من أي دولة في العالم. 

وبفضل إستراتيجية أيباك هذه - والتي تتبعها أيضا مجموعات ضغط أخرى كذلك - فإن موقع إسرائيل ونفوذها ظل في تعاظم مستمر في واشنطن رغم الإخفاقات الإستراتيجية الكثيرة والفضائح السياسية المتتالية التي شهدتها منذ حرب عام 1973. 

لكن من جهة أخرى، فإن الخبراء الإقليميين يطرحون جدلية أخرى وتبدو مقنعة، ومفادها أن إسرائيل أخفقت في تحقيق الجزء المتعلق بها من سياسة تبادل المصالح، على الأقل منذ نهاية الحرب الباردة في أوائل تسعينيات القرن الماضي. 

بل يذهب الخبراء إلى أبعد من ذلك بالقول إن إسرائيل أضحت عبئا على الولايات المتحدة أكثر منها عاملا مساعدا. 

ولكن، بينما يعتبر سجل أيباك كوكيل لدولة إسرائيل سجلا باهرا، إلا أن هذه المجموعة المبالغة بالثقة بنفسها، قد تسببت في أحيان عدة في تصدع في العلاقات الأميركية الإسرائيلية. 

لقد نجحت أيباك بصورة عامة عندما اتخذت موقع العين والرقيب الساهر على مصالح إسرائيل وعلاقتها الوثيقة بالولايات المتحدة. 

ولكن عندما لعبت دور عميل إسرائيل الذي لا يتردد بفتح النار على أي منتقد لسياسة إسرائيل القصيرة النظر فيما يتعلق بالأمن والرغبة في التوسع، فإن النتائج كانت في أفضل الأحوال، متباينة. 

ومن أهدافها المعلنة :

  الضغط على الحكومة الفلسطينية  وبالذات حماس على أن تعترف بالكيان.

- تقوية العلاقات ما بين واشنطن والكيان الصهيوني من خلال التعاون ما بين أجهزة مخابرات البلدين والمساعدات العسكرية والاقتصادية. (بلغت في سنة 2006 2.52 مليار دولار أمريكي).

- إدانة الإجراءات الإيرانية الساعية للحصول على التكنولوجيا النووية وموقفها المنكر للهولوكوست.

- إجراءات إضافية على الدول والمجموعات المعادية للكيان الصهيوني،

- الدفاع عن الكيان الصهيوني من أخطار الغد.

- تحضير جيل جديد من القيادات الداعمة للكيان.

- توعية الكونغرس عن العلاقات الأمريكية-الصهيونية.


مصادر : 1 2 3