كيف تصبح عظيما؟ .. إليك 17 خطوة مهمة لتجاوز الفشل والصعوبات

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... لا يزال هناك جدل كبير بشأن ما إذا كان الناس يولَدون بمواهب فطرية، أم يقومون بتنمية موهبتهم من خلال التدريب والممارسة المكثفة.

كيف تصبح عظيما؟

يقول روبرت غرين في كتاب "الإتقان - Mastery" أن كل البشر يمكنهم النجاح وتجاوز الفشل والصعوبات، فمع الانضباط واتخاذ خطوات محددة نحو الهدف يمكن لأي شخص أن يصبح عظيمًا.

وإليكم بعض الخطوات المهم التي تساعدك على تجاوز الفشل و الصعوبات .. والتقدم نحو الهدف بخطى ثابتة

أولا: سر وراء فضولك

الخطوة الأولى هي أن تثق بنفسك وتحدد حياتك المهنية بناء على ما أنت مميز فيه. لم يصبح ليوناردو دافنشي فنانًا فجأة، ولكنّه سار وراء فضول طفولته وكانت النتيجة أننا شهدنا فنانًا عبقريًا.

بدلًا من الدخول في مجال مزدحم المنافسة، اختر طريقًا يمكنك التفوق فيه.

عالِم الأعصاب الأسطوري فيلاينور س. راماشاندران كان أستاذًا في علم النفس يومًا ما ولكنه لم يكن راضيًا عن ذلك. عندما بدأ في دراسة وهم الأطراف وأمراض اضطراب العقل، وجد العديد من التساؤلات حول الوعي والعقل جذبته لهذا المجال وأثارت فضوله حتى يومنا هذا.

ثانيا: اختر مجالك المناسب وتميز فيه

تمرّد ضد الطريق الخطأ، واستخدم ذلك الغضب دافعًا لك.

كان موزارت طفلًا معجزة في العزف على البيانو، وفي سن مبكرة اصطحبه والده وجال به في أوروبا ليستعرض موهبة ابنه. ولكنّه كان لديه موهبة فريدة أيضًا في التأليف الموسيقي وكان هذا المجال هو الذي برع فيه.

ثالثا: اتبع الأشياء التي تدهشك

الأشياء التي كانت تدهشك عندما كنتَ طفلًا، إنما هي رسالة لك بخصوص ما يفترض أن تفعل. بالنسبة لماري كوري، حدث ذلك عندما كانت تتجول في مختبر والدها واندهشت بما فيه من أدوات.

رابعا:  جرب و استكشف

نحن ننمو منذ الصغر ونحن نعتمد على الآخرين، ولكن التجربة والاستكشاف هما اللذان يمكنهما أن يغيرا حياتنا للأفضل ويصلا بنا إلى البراعة.

عليك بالملاحظة العميقة، والتدرُّب باستمرار، واختبار نفسك.

خامسا: الممارسة والتكرار

لست مضطرًا لنيل إعجاب الناس، فقط عليك مشاهدتهم وملاحظة وفهم ما يفعلون وبعد ذلك يمكنك التفوق عليهم.

الممارسة، ثم الممارسة، ثم الممارسة.

إن عقولنا مهيأة لاكتساب أي مهارة بل والتفوق فيها وذلك من خلال الممارسة والتكرار، وهذا واحد من أسباب أنه من المستحيل أن ننسى كيفية ركوب الدراجة.

سادسا: اجعل التعلم أولوية

اجعل التعلُّم أولوية فوق الحصول على المال، حتى لا تكون أسيرًا لآراء الآخرين.

بدلًا من أن تحصل على وظيفة أكثر ربحًا وتستهلك وقتًا أكثر، عملت مارثا جراهام في التدريس براتب ضعيف من أجل أن يكون لديها وقت كافٍ للتدريب وتطوير ابتكاراتها في مجال الرقص، فأحدثت تأثيرًا في هذا الفن يعادل تأثير بيكاسو في مجال الرسم.

التدريب والتعلّم والإشراف لا يأتون من الوظائف الأعلى في الراتب وفي ضغط العمل. مثل هذه الوظائف تقودك للسير في طريق محدود محاولًا إرضاء الآخرين.

سابعا: كن متواضعًا 

دانيال إيفيريت هو متخصص موهوب في اللغات، فشل في تعلّم لغة قبيلة البيراها الموجودة في الأمازون. لقد فشل لأنّه تعامل من منطلق أنّه أخصائي في اللغات ومبشّر مسيحي، تعاملَ من منطلق التفوق. ولم يتمكن إيفيريت من إتقان لغتهم حتى تعلمها كأنه أحد أطفال القبيلة والذي يشعر بالحاجة إلى دعمهم.

الدخول إلى مجال جديد أو مكان جديد يحتاج إلى معرفة أكبر قدر ممكن في أسرع وقت ممكن، ولكن الشعور بالتفوق يعيق ذلك.

ثامنا: تدرب بشكل مكثف

بيل برادلي لاعب كرة السلة الشهير، كان مناسبًا للعبة من حيث الطول فقط، فقد كان بطيئًا ولم يكن جيدًا في القفز ولم يكن يمتلك إحساس اللعبة. ظل يتدرب لمدة ثلاث ساعات بعد انتهاء اليوم الدراسي، وفي عطلات نهاية الأسبوع، وضع ثُقلًا في حذائه، قام بإغماء عينيه ليتدرب على المراوغة دون رؤية الكرة، كل ذلك كان مجرد بداية بالنسبة له.

التدريب المكثف مع الصمود يمكن أن يكون أكثر فعالية مما تتعلمه بسهولة.

لم يولَد سيزار رودريجيز – الطيار الأمريكي – بموهبة تجعله طيارًا، بل تعلّم ذلك من خلال الممارسة المستمرة وهذا جعله يتفوق على الذين اعتمدوا على موهبتهم.

قضاء آلاف الساعات في الممارسة سوف يجعلك بارعًا.

تاسعا: تعلم من خلال الفشل

دائمًا ما كان بول جراهام محِبًا للكمبيوتر، وقد وجد في النهاية أنّه تعلّم من خلال حل المشكلات والفشل والمحاولة مرة أخرى، ولكنه لم يتعلم من خلال تدريس أحد له. هذه الخبرة أدّت في النهاية لإنشاء شركة YCombinator والتي تدعم أصحاب المشاريع حتى يتمكنوا من النجاح مثلما نجح هو.

في الوقت الحالي، أنظمة التمهّن ليست رسمية بالشكل الكافي، لذا فعليك أن تتعلم بنفسك بأسلوب فريد يناسبك أنت.

عاشرا: اجعل هدفك التفوق على شخص بارع وليكن معلمك

العلاقة الجيدة بين المشرف المعلِّم والتلميذ هي الطريقة الأكثر فعالية والأسرع في التعلّم، بمعنى أن تجعل تركيزك في مصدر ممتاز واحد للمعرفة بدلًا من الجمع من عدة مصادر. يمكنك تعلّم طريقة بارعة في التفكير في وقت قصير.

ولكن يجب أن يكون هدفك دائمًا هو التفوق على معلمك ومشرفك.

كان كارل يونج يقدّس فرويد كرائد في مجاله ولكنه كان مختلفًا معه في بعض الأجزاء في نظريته. باتخاذ فرويد معلمًا له – بالرغم من انقطاعه عنه بعد ذلك – استطاع كارل يونج أن يتعلم الكثير ويكوِّن هويته وأفكاره الأساسية.

كان غلين غولد طالبًا واعدًا في البيانو وكان أفضل طلاب معلِّمه الأسطوري ألبرتو غيريرو. كان من الممكن أن يتعلّم غولد ما تعلمه من غيريرو ثم يسير في طريق مختلف تمامًا. ولكنه بعد سنوات من العمل بمفرده، كان أسلوبه فريدًا، ولكنك تلاحظ فيه أن الأشياء التي تعلّمها من أستاذه استوعِبت تمامًا ولكنه طبقّها بطريقته العبقرية.

احدى عشر: استخدم الذكاء الاجتماعي

واحد من أكبر العوائق التي تحول دون أن تصبح بارعًا هو التعامل مع الآخرين. الاعتقاد بأن أحدًا ما قد يكون ذكيًا وبارعًا لدرجة أنه لا يحتاج للتعامل مع المجتمع هو اعتقاد خاطئ. البارعون يستخدمون الذكاء الاجتماعي لتطوير مهاراتهم بدلًا من النظر للآخرين على أنهم عقبة في طريقهم.

كان أجناتس سيملفيس واحدًا من الرواد الأوائل في استخدام تقنيات التطهير، الأمر الذي كان سببًا في إنقاذ حياة الملايين. ولكنّ أسلوبه لم يُعتمَد بشكل كامل وقتها بسبب أسلوبه المتغطرس مع رؤسائه، وعدم تمكنه من إثبات أفكاره بشكل علمي. مات أجناتس مفلسًا ومهجورًا عن عمر يناهز 47 عامًا.

استفد ممن هم في السلطة، ولا تنفر منهم وإلا فإن عبقريتك ستذهب سُدى.

اثنى عشر: قم بتحديد شخصيتك بدقة

كان يمكن أن تترك تيريسيتا فرنانديز الآخرين ليحددوا شخصيتها، إذ أن النحت -وخصوصًا في المعادن - كان خاصًا بالرجال بشكل كبير. ولكن من خلال عملها على تكوين شخصيتها واجتهادها في عملها، استطاعت أن تنجح نجاحًا باهرًا.

ثالث عشر: تحمّل وجود الحمقى، وحاول الاستفادة من تجربتك معهم

الشاعر والروائي الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته قضى في بلاط أحد الدوقات البارزين، فوجد نفسه في ثقافة خانقة. وبدلًا من الانخراط في ذلك، قام باستخدام سلوكهم أساسًا لمسرحياته ورواياته التي كتبها فيما بعد.

ببساطة، هناك العديد من الحمقى لتتجنبهم. لا تشاركهم ولا تهبط لمستواهم.

رابع عشر:  كن جريئا

بعد الانتهاء من التمهّن أو التدريب، يميل الناس إلى أن يكونوا محافظين والعمل في إطار لوائح وقواعد محددة. مفتاحك لأن تكون بارعًا هو أن ترفض المحافظة وتصبح أكثر جرأة.

عندما نركز باهتمام كبير على مهمة معينة فإننا أحيانًا نتوتر ولا نستوعب بالشكل الكافي. البارعون يقرؤون ويستوعبون كل شيء ذي صلة لتحفيز الدماغ على الابتكار.

هذه هي الطريقة التي جعلت لويس باستور يقوم بنقلة أوصلتنا إلى وجود اللقاحات. أمضى باستور سنوات في تطوير نظرية الجراثيم مكنته من رؤية مجموعة من الدجاج التي نجت بعد حقنها بجرعة من المرض، فكانت هذه فكرة اللقاحات.

وكما يقول باستير: الفرصة تُحابي العقل المستعد فقط.

تقاوم العقول المبدعة العقبات التي تقابلها عن طريق تبسيط الأشياء. وصل لاري بيج وسيرجي برين إلى ما وصلا إليه عند تأسيسهما لجوجل لامتلاكهما هذا النوع الاستثنائي من العقول.

خامس عشر: لا تجعل صبرك ينفذ

أهم نقاط قوة جون كولترين، وهي الارتجال؛ كانت ذات يوم نقطة ضعف. كان يلجأ للتقليد بدلًا من الابتكار، وبعد سنوات من استيعاب أساليب الآخرين تعلّم كولترين كيفية تحويل تلك الخبرة إلى شيء شخصي يختلف عن أي شخص آخر.

واحد من أكبر معوقات الإبداع هو نفاد الصبر. ابقَ في مسارك وقم بتطوير أسلوبك الخاص.

سادس عشر: ركز على كيفية عمل الأشياء

فشل أفضل مهندسي العالم في اختراع وسيلة للطيران، بينما نجح الأخوان ويلبر رايت وأورفيل رايت اللذان كانا يعملان في صناعة الدراجات. كان ذلك بسبب رؤيتهما الثاقبة، فقد رأوا أن آلة الطيران يجب أن تتحرك مثل الدراجة بدلًا من السير في خط أفقي مستقيم.

الذكاء الميكانيكي، وهو التركيز على كيفية عمل الأشياء المادية، يمكن أن يكون ابتكاريًا مثل الذكاء المجرد.

يوكي ماتسوكا (yoky matsuoka) الرائدة في علم Neurobotics وهو علم يدمج بين التكنولوجيا وعلم الأعصاب، كان لديها هدف مستحيل وهو بناء يد صناعية (روبوتية) تنبض بالحياة، لذا قامت بفهم آلية عمل اليد البشرية. 
تلك التفاصيل التشريحية لليد كانت في غاية الأهمية حتى تعمل اليد بنجاح. كان هذا سببًا في تفوق ماتسوكا على العديد ممن عملوا في هذا المجال والذين اقتصروا على الجزء التقني فقط.

سابع عشر: شكِّل عالَمَك الخاص بك

كان ألبرت أينشتاين يكره الطريقة التي كانت الفيزياء تُدرَّس بها، حيث كان يكره العلم التجريبي التقليدي، وكان يفضّل استخدام المنهج النظري والتفكير، ورغم ذلك نجح في وضع نظريتي النسبية وغيرها من النظريات التي غيرت مفاهيم فيزيائية عديدة.