دراسة جديدة تثبت أن الرموز التعبيرية emoji تسبب ارتباكا وسوء فهم بين الأصدقاء!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...زوار عالم تعلم .. هل سبق و أن كنت تتحدث مع صديق لك و فجأة حدث سوء فهم بسبب رمز تعبيري قمت بإرساله له ؟! إذن سنتعرف على السبب في هذه الموضوع ..  بداية ماهو الايموجي ؟

الإيموجي هو مصطلح ياباني الأصل، ويعني الصور الرمزية أو الوجوه الضاحكة المستخدمة في كتابة الرسائل الإلكترونية. أصل الكلمة مشتق من مقطعين، الأول (e) وتعني صورة، والثاني (moji) وتعني حرفًا أو رمزًا.


وقد نشأت هذه الرموز التعبيرية لأول مرة في أواخر التسعينيات من القرن الماضي بواسطة الياباني شيجتاكا كوريتا على الهواتف المحمولة اليابانية. أخذت هذه الرموز التعبيرية تزداد شعبيتها تدريجيًا في جميع أنحاء العالم منذ أن تم إدراجها بشكل دولي على هواتف آيفون، ثم أدرجت بعد ذلك من قبل نظام تشغيل أندرويد وغيرها من أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة.

 تمتلك الإيموجي فروقًا دقيقة بينها، لأنه يتم رسم رموز تعبيرية مختلفة على كل منصة إلكترونية، بدايةً من أجهزة شركة أبل الذكية، وحتى تويتر وفيس بوك. هذه الاختلافات والفروقات، يمكن أن تسبب الكثير من الارتباك وسوء الفهم.


فقد أوضحت دراسة جديدة قام بها باحثون من جامعة مينيسوتا الأمريكية ، أن هناك عشرة إصدارات مختلفة من كل إيموجي معين، يتم استخدامها بين الناس على نطاق واسع. فالكيفية التي يظهر لك بها شكل هذا الإيموجي يعتمد على المنصة الإلكترونية التي تجلس عليها.

 فإذا قام شخص معه جهاز آيفون بإرسال الإيموجي الخاص بالوجه المبتسم، والعيون المبتسمة، لشخص معه جهاز سامسونج، فإن كلا الشخصين سيشاهدان صورًا مختلفة، ما يعني فهمًا خاطئًا لما كنت تريد إيصاله من معنى.
فقد أدت هذه الوجوه التعبيرية الظريفة، إلى المزيد من الارتباك، لأن الناس ليسوا متأكدين مما تعنيه هذه الإيموجي بالضبط.

 إحدى المشارِكات في هذا البحث، تسمى هانا ميلر، نشرت مثالًا لهذا الأمر، في الصورة التالية:


بينت الدراسة، أنه حتى ولو رأى كلا الشخصين نفس الإيموجي فلا يزال من الممكن أن يفسرا ذلك بصورة مختلفة وعشوائية، وهو ما يعني أن الرموز التعبيرية هذه، يمكن أن تؤدي إلى سوء فهم كبير حتى بين الناس على نفس المنصة.



في هذه الدراسة، أظهر الباحثون خمسة إصدارات مختلفة، من بين 22 من أشهر الإيموجي المستخدمة، التي تتميز بوجوه تعبيرية بشرية. الباحثون اختاروا مجموعة من الناس، ليشاهدوا هذه الوجوه التعبيرية، وطلبوا منهم وصف ما يعتقدون أن كلًا من هذه الإيموجي تعبر عنه. أيضًا طلب الباحثون من هؤلاء الأشخاص، أن يرتبوا هذه الوجوه التعبيرية من الأكثر سلبية إلى الأكثر إيجابية.

ما ظهر من هذه التجربة، أن هناك اختلافًا كبيرًا في طريقة مشاهدة كل شخصٍ لهذه الوجوه التعبيرية، فلو أن أحدهم نظر إلى وجه يبتسم ابتسامة عريضة، فإنهم قد يظنون أنها تحمل مشاعر مختلفة من الإيجابية وحتى السلبية اعتمادًا على المنصة الإلكترونية التي يستخدمونها.

في تصور منصة جوجل مثلًا، فإن هذا الوجه يبدو وكأنه شخص سعيد، وقام الناس بتقييمه بدرجة أعلى من أربعة على مقياس إيجابي، يتراوح من صفر إلى خمس درجات. لكن نفس هذا الوجه على منصة أبل، فإن الابتسامة يبدو فيها شيء من الإجبار على الابتسام والعيون تحوي المزيد من الألم، ما يجعلها تبدو أقرب إلى «التكشير». هنا فقد منحها الناس درجة تقارب سالب واحد على مقياس السلبية المكون من خمس درجات بإشارة سالبة.

لاحظ الباحثون أن الناس تميل إلى الاختلاف بشكل كبير وواضح في تقييم شكل الوجه المبتسم طبقًا للمنصة التي يعتمدون عليها. كما وجدوا أن تسعة من الرموز التعبيرية من بين 22 رمزًا ووجهًا، كان متوسط الفرق بين منصتين ما أكبر من درجتين كاملتين على المقياس المكون من 10 درجات.


الباحثون أعلنوا أنهم يتطلعون إلى مواصلة الأبحاث، واستكشاف كيف يرى الناس من مختلف الثقافات هذه الوجوه التعبيرية المختلفة. وأوضح الباحثون أيضًا أنهم يسعون للبحث عما إذا كان نفس هذا النوع من سوء الفهم يحدث عندما لا يتم تصوير الإيموجي في صورة وجوه بشرية تعبيرية. أهمية هذه الأبحاث تكمن في إمكانية مساعدة الناس للعلماء في تطوير تقنيات اللغة في المستقبل، خصوصًا وأن بعض العلماء يصرون أن الوجوه والرموز التعبيرية هذه تمثل شكلًا جديدًا تمامًا من أشكال اللغة.

مصدر : ساسة بوست