خواطر قرآنية

خواطر قرآنية




إسلام الوجه لله تعالى :

قال الله تعالى : "بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وُهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِهِ وَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُون" الآية 112 من سورة البقرة

ورد معنى ضمان الأمن من الخوف و الحزن في عدة آيات من القرآن الكريم و هي تدل على صفات بعينها إذا توفرت في العبد فاز بوعد الله له بالنجاة من الخوف و الحزن...

و ههنا صفتان : إسلام الوجه لله تعالى و هو وضوح الغاية (الله) و تمام الإخلاص و الاستسلام له و حده ، ثم العمل الصالح الذي يصل بالعبد إلى درجة الإحسان في معتقداته و أقواله و أفعاله.

الإحسان بمعنى الإتقان، و الإحسان بمعنى متابعة السنة والإحسان بمعنى الشعور بمراقبة الله و الإحسان بمعنى تمام الإخلاص لله تعالى.

و الله لا يضيع أجر المحسنين ،الأمر بعد ذلك لله تعالى يضعه حيث يشاء سبحانه و تعالى.

و يخطئ الناس حين يعتقدون أن أمر تحديد المقام في خدمة الدين و إتمام الشرائع بيد أناس مثلهم ولو كانوا هم القادة التنظيمية إنما الأمر كله لله جل جلاله من قبل و من بعد يرفع من يشاء بالتزام شرعه و أداء الواجب إلى حد التمام و لو كان جنديا مغمورا، و يضع من يشاء بالمعاصي و الكسل و الرياء و الظلم و لو كان رأسا مشهورا و الأمور بخواتيمها و ميزانها عند الله سبحانه و تعالى



استشعار الحاجة إلى الله تعالى كفيل بالإجابة منه :

قال الله تعالى : " هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِياَ رَبَّهُ قَاَلَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لدُنْكَ ذُرِيَة طَيِبَة إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء " الآية 38 من سورة آل عمران

لحظة عجيبة تمر بالنفس البشرية عموما و تمر بالمؤمنين خصوصا ..تلك اللحظة التي يحتاج فيها العبد إلى ربه و يستشعر حاجته الماسة و معها عجزه الكامل ثم يهيئ له الله عز وجل موقفا يرى فيه قدرة الله ورحمة الله و لطف الله و استجابة الله لعبد من عباده ..

فإذا اجتمعت هذه المشاعر في قلب المؤمن و استيقن قدرة الله عز وجل من جهة ، و استيقن فقره وعجزه و ضعفه البشري ثم لجأ إلى الله و تضرع إليه بقلب خاشع منكسر محتاج ضعيف محب موقن بالإجابة لأن رحمة الله وسعت كل شيء،

وحياء الله باد فلا يرد دعاء من استجمع اليقين و الفقر و الحاجة ،فتكون الاستجابة سريعة بغض النظر عن المقاييس البشرية و بغض النظر عن القوانين الفزيائية و أعراف الناس و مقاييسهم .



التدرب على فورية الاستجابة لأوامر الله تعالى :

قال الله تعالى : " اسْتَجِيبُوْا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ الله مَالَكُمْ مِنْمَلْجَإ يَوْمَئِذٍ وَ مَالَكُمْ مِنْ نَكِير " الآية 47 من سورة الشورى

ياله من نداء علوي تتجلى فيه رحمة الله تعالى رغم كبريائه و عزه و قهره وجبروته ، يتودد الكريم المتعالي و ينادي بني آدم " استجيبوا لربكم" و ما أجحد هذا الإنسان و اجهله، من هو حتى ينتظر أمرا بالاستجابة.

و كان عليه أن يسير مع فطرته فيستجيب دون تردد و لا توان، و كيف لا يستجيب و إن يوما رهيبا ينتظره لا مرد له من الله ؟ ليس له يومئذ مفر ولا حجة ولا منجى و لانصيرمن الله.

أما المؤمن فيرى و يسمع من هذا النداء نوعَ تكريم من الله تعالى الكبيرالعزيز الرحيم ينبهه و يذكره و يدعوه إلى خيري الدنيا و الآخرة.
علينا إذن واجب عملي و هو التدرب على فورية الاستجابة لأوامر اللهو توجيهاته و عدم التردد.